مزايا التعليم التحضيري في رياض الأطفال وخصائص التربية في مرحلة الطفولة المبكرة
أولا: مقدمة عامة عن أهمية رياض الأطفال:
إن الأطفال أهم استثماراتنا للمستقبل، ومن ثم تنشئتهم تعتبر في مقدمة الأولويات لأي أمة تخطط لمستقبل أفضل. لقد تطورت النظرة لرياض الأطفال في السنوات القليلة الأخيرة باعتبارها ضرورة تربوية لكل طفل.
فرياض الأطفال تلعب دورا تربويا هاما لا يقل عن دور المدرسة التعليمي، حيث تقوم رياض الأطفال بعدة مهام تربوية آخذة بعين الاعتبار التكوين السيكولوجي للطفل بطبعه إنسانا اجتماعيا مفكرا وذكيا، ويملك مواهب وقدرات تبحث عن من يكتشفها ويخرجها، فاحتكاك الأطفال فيما بينهم يولد لديهم الميل للآخرين والتعرف عليهم والتعامل معهم ويؤدي بالتالي إلى إيجاد صيغة معاملة وتحاور بواسطة لغة سليمة يكتسبها في الروضة ومن جهة أخرى تقوم الروضة بتهيئة الطفل وتحضيره لفهم محيطه والأشياء الموجودة فيه من خلال البرامج التربوية القائمة على منهج علمي فيها تؤهله لخوض معترك الحياة العلمية.
ثانيا: تعريف الروضة :
هي مكان يتربى وينشأ فيها الأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 سنوات، ويتم إعدادهم بطريقة خاصة تناسب الطفولة المبكرة، تقوم المربية فيها بتوفير الجو الملائم للطفل ولكي ينمي قدراته العقلية واللغوية إلى غير ذلك من القدرات.
ثالثا: خصائص الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة:
3-1- خصائص النمو الجسمي والحركي: الطول والجسم سريعا النمو وهو لا يتعدى نمو الطفولة الأولى ؛ نشاطه الحركي يزداد بصفة ملحوظة، تبدأ عضلاته الدقيقة في النمو بدقة ؛ يتعرض لتسوس الأسنان.
3-2- خصائص النمو الانفعالي: الانفعال الحاد والقوي بسبب قيود الكبار التي تفرض عليه ؛ الخوف من الغرباء والأماكن المظلمة ؛ عدم التحكم في انفعالاته.
3-3- خصائص النمو الاجتماعي: لا يتدخل في نشاط الآخرين ويميل إلى اللعب المشترك ؛ في سن الخامسة يساير الكبار في مراعاة السلوك والآداب ويقيم علاقات اجتماعية ؛ لا يضحي كثيرا في سبيل الجماعة والمحافظة عليها جماعات الأطفال لا تستمر كثيرا.
3-4- خصائص النمو العقلي: يكسب فكرة عن المسافة والشكل والحجم من خلال خبرته بالموضوعات التي تحيط به ويتراوح مجال الانتباه بين 5 و 10 دقائق ؛ لا يستطيع الأطفال قبل سن الخامسة أن يدركوا فكرة الزمان إدراكا صحيحا ؛ يظل تفكيره خياليا لغاية السادسة من عمره حيث يبدأ الإدراك والتفكير المنطقي تدريجيا.
رابعا: أهمية رياض الأطفال:
تزداد الحاجة يوما بعد يوم إلى رياض و أكدت البحوث مدى أهمية السنوات الخمس الأولى من الحياة الطفل، فإمكانية الشخصية تتفتح في كل مكان، جسمه و وجدانه و اجتماعيته و عقله، فبما أن العالم في تطور و زيادة أعباء الأسرة فيها فإن الأبوين لا يستطيعان توفير الوقت والجهد في رعاية طفلهما من الناحية النفسية و التربوية لتحقيق نمو متكامل.
و نلاحظ أن الرعاية النفسية و التربوية بفضل تقدمها فإنهما مسألتان عسيرتان على الذين لم يتأهلوا لهذا العمل تأهلا علميا ومهنيا. وبما أن العالم في تقدم فإننا نتوقع اتساع مجالها من خلال اكتساب المهارات العلمية والتقنية ، ولقد لخصت السيدة (كيوكومارد) الغاية من الروضة بأنها مساعدة على نمو الطفل ونمو مختلف مواهبه دون إتعابه أو الضغط عليه وتساعده أيضا على اكتساب الوقت، ويشعر فعلا بلذة ذلك العمل ويؤدي به إلى حب أعماله ولعبه وأشغاله مهما اختلفت أنواعها وطبعا مع اختلاف مزاج الطفل واستعداده لذلك.
خامسا: وظائف وخصائص رياض الأطفال:
- التجربة والاكتشاف: فالطفل بطبيعته يحب أن يبحث ويكتشف عالمه الجديد، علينا أن نهيئ الأجواء المناسبة والمغرية في الوقت نفسه لنجعله يكتشف ويجد في ذلك الاكتشاف المتعة.
- الفضولية: غريزة حب الاطلاع لتشجيع الطفل على القيام بأعمال الواقع المرير ويحس أن إشباع رغباته محدود.
- حرية العمل والمبادرة: وذلك بإبعاد كل ما يقف في طريقه ويمنعه من مواصلة عمله كي لا نحد من حبه للمبادرة.
- التعرف على الصعوبات: وذلك بأن تتركه بكل حرية أن يجرب ومن خلال تجربته يكتشف الصعب والسهل وأن لكل شيء قواعد ويدرك أن هناك أشياء لا يستطيع الحصول عليها مما هو مسموح به أو ممنوع.
- العمل في مجموعات: بعد أن يعود الطفل على وجوه محدودة وعلى غرفته وألعابه عليه أن يعرف أن للآخرين رغبات، ويجب عليه أن ينسجم ويتفاعل معهم ويشاركهم في ألعابهم ويجب أن يعيش معنى “أنا” و”هم” وبذلك يتهيأ لمستقبله عامة وللمدرسة خاصة بحيث تفقد “الأنا” ذلك المعنى المطلق.
سادسا: بعض سلوكيات الطفل في الروضة:
ذهاب الطفل إلى الروضة في الثالثة من عمره لأول مرة نلاحظ أنه ما زال لم يتخلص بعض الشيء من اعتماده على الراشدين وبضرورة وجودهم لتوفير الأمن لهم، ومهما أكد الطفل استغناءه عن الكبار فهو دائما بحاجة إليهم، وبما أن دخوله إلى الروضة يعني انقطاعه عن الأسرة، في غالب الأحيان تنتابه حالات من الضيق والبكاء والخوف في أيامه الأولى ويظهر ذلك على بعض الأطفال بشكل قاس جدا وقد يستمر ذلك لمدة طويلة، وهنا يظهر جهد المربية لتحقيق التكيف مع هذا الوضع خاصة في السنتين الأوليتين من انخراط الطفل فيها وهو شرط العمل التربوي.
ويبدأ ميل الطفل إلى غيره تقريبا في منتصف عامه الأول في الروضة فيشرع في اللعب معهم وليس بمعنى الانضمام إليهم بشكل قوي ومن تعلمه ذلك يكتسب لطفل الثقة بنفسه ويتعلم كيف يثق بغيره صغارا كانوا أو كبارا
سابعا: من فوائد رياض الأطفال على الأطفال:
- اكتشاف البيئة المحيطة به والعالم الأوسع الذي يعيش فيه ؛
- ضمان اكتساب العادات العلمية الحسنة والسلوك الاجتماعي القويم ؛
- اكتساب الطفل الثقة بالنفس وبغيره ؛
- تحقيق الإنصاف التربوي لتقليص الفروق الناتجة عن الإرث الثقافي العائلي ؛
- إتاحة فرص استخدام الجيد للغة التي تساعد الطفل على التعامل مع عائلته وأقرانه ومن هو أكبر منه بالإضافة للمعلمة ؛
- مساعدة الطفل على اكتساب القيم الروحية والوطنية والاجتماعية العالية ؛
- التدريب على تطوير المهارات واستخدام الأدوات المختلفة بأمان دون الإضرار بغيره أو بنفسه ؛
- إدراك وتقدير الأشياء الجميلة مثل: تأمل الزهرة، الاستماع إلى الأناشيد، والقراءة، مطالعة الكتب، تنمية المهارات المختلفة بما يناسب عمر الطفل ؛
- مساعدة الأطفال على تقبل القواعد التي تعتبر ضرورية لإنجاز العمل حتى نهايته مثل رسم الصورة ؛
- تنمية الرغبة في التعامل وتقدير الصداقة وذلك من خلال تعلم المشاركة أثناء اللعب ؛
- اكتساب الطفل القليل من اللغة العربية هي أساسية للمستقبل المدرسي.
وأخيرا فإن نجاح الروضة هو في الاختيار الجيد للمربية حتى تكون العوض للأم غير الواعية من جهة ولا تفسد ما كونته الأم المثقفة الواعية ؛ ولذلك يجب أن يراعى فيها ما يدخل في باب الضوابط الشرعية والأخلاقية كما يعتمد البرامج المحتوى العلمي والحضاري جمعاً بين الأصالة والمعاصرة وبين الروح والمادة، كي يضمن للأطفال توازن الشخصية منذ نعومة أظفارهم ونُعِد بهم أجيالا أصيلة لا تتأثر بأي غزو فكري أجنبي.